أن تكون صديقاً...
يجب أن تعرف أنك تحمل عبئاً ثقيلا...
فإذا لم تستطع فمن الأفضل أن تتركه وتبتعد...
الصديق... كلمة اشتقَّت من فعل الصدق... ودائماً كان الصدق مكلفاً
الرفيق.. من الرفق والرفقة والتشارك والمسير المشترك.. في أسوأ الظروف قبل أحسنها..
قد تبدو فكرة الصداقة جميلة.. ولكنها مسؤولية أيضاً
عندما تصادق شخصاً.. أو تطلق صداقتك له بالعلن.. فإنك توقِّع ضمناً على صكِّ تُقِرُّ فيه بمسؤولياتك في هذه الصداقة كما يُقَرُّ لك بامتيازاتها...
إنك مطالب... بتقديم الرأي بصدق شديد لصديقك..
تقديم النصح... حتى لو لم يأخذ به... فهذا حقه في الاختلاف..
وأهم شيء أنك مطالب بحماية ظهر صديقك في معارك الحياة... وما أكثرها..
لا يجب أن تأخذ مقعداً محايداً في معركة يكون صديقك طرفاً فيها...
إذا لم تتقدَّم إلى مواقع الهجوم.. فلتأخذ موقعاً من مواقع الدفاع...
ولكن لا يجب أن تبقى متفرجاً وكأنك من جمهور فريق تؤيِّده وتحزن قليلا إذا خسر هذه المعركة.. وتتمنَّى له أن ينتصر في المعركة المقبلة...
لذلك...
لا يمكن لأحد أن يكون صديق الجميع...
من الممكن أن يكون من أصحاب المعارف الكثر..
ولكن يستحيل أن يكون صديقهم كلهم... لأنه بذلك يحمِّل نفسه ما لا طاقة له به
فيضيع بذلك حق الكثير من أصدقائه عليه..
إنها معادلة صعبة.. صعبة.. وإذا لم تستطع تحقيقها... فالأفضل أن تبتعد
أو تكتفي بعدد قليل جداً من الأصدقاء.. تستطيع معه أن تكون حاضراً لهم عند
حاجتهم لك.. لأنهم سيحتاجونك حتماً
أصعب ما في الأمر.. أن تكون صديقاً لرجل حقيقي * والرجولة هنا لا تعني الذكورة فقط *
لأنه سيتعبك... من كثرة معاركه... يجب أن تفكِّر ملياً...
قبل أن تصادقه... وتعلن رفقتك لمسيرته...
أبو الطيب المتنبي... اكتشف هذه القضية مبكِّراً....
عندما ابتعد عنه الجميع...
وأعز مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في الأنام كتاب..
ودي وحبي لكم..